فصل: قال ملا حويش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة الرعد مكية كلها.
2- {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} ذلّلهما وقصرهما على شيء واحد.
3- {جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} أي من كل الثمرات لونين حلوّ وحامضا. والزّوج: هو اللون الواحد.
4- {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ} يعني قرى متجاورات.
و{الصّنوان} من النخل: النخلتان أو النخلات يكون أصلها واحدا.
{وَغَيْرُ صِنْوانٍ} يعني متفرق الأصول. ومن هذا قيل: بعض الرجل صنو أبيه.
{وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} أي في الثمر.
6- {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ} أي بالعقوبة.
وأصل المثلة: الشّبه والنظير وما يعتبر به. يريد من خلا من الأمم.
7- {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} أي نبي يدعوهم.
8- {وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ} أي ما تنقص في الحمل عن تسعة أشهر من السقط وغيره.
{وَما تَزْدادُ} على التسعة. يقال: غاض الماء فهو يغيض إذا نقص، وغضته.
10- {وَسارِبٌ بِالنَّهارِ} أي متصرّف في حوائجه. يقال: سرب يسرب. وقال الشاعر:
أرى كلّ قوم قاربوا قيد فحلهم ** ونحن خلعنا قيده فهو سارب

أي ذاهب.
11- {لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ} يعني: ملائكة يعقب بعضها بعضا في الليل والنهار، إذا مضى فريق خلف بعده فريق.
{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي بأمر اللّه.
{وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ} أي وليّ. مثل: قادر وقدير. وحافظ وحفيظ.
12- {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا} للمسافر، {وَطَمَعًا} للمقيم.
13- {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ} أي الكيد والمكر. وأصل المحال:
الحيلة. والحول: الحيلة. قال ذو الرّمة:
وليس بين أقوام فكلّ ** أعدّ له الشغازب والمحالا

14- {لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ} أي لا يصير في أيديهم منه إذا دعوهم إلّا ما يصير في يدي من قبض على الماء ليبلغه فاه. والعرب تقول لمن طلب ما لا يجد: هو كالقابض على الماء. قال الشاعر:
فإني وإيّاكم وشوقا إليكم ** كقابض ماء لم تسقه أنامله

لم تسقه: أي لم تحمله، والوسق: الحمل.
15- {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} أي يستسلم وينقاد ويخضع. وقد بينت هذا في تأويل المشكل.
17- {فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها} أي على قدرها في الصغر والكبر.
{فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رابِيًا} أي زبدا عاليا على الماء.
{ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ} أي حلى، {أَوْ مَتاعٍ} أو آنية. يعني: أن من فلزّ الأرض وجواهرها مثل الرصاص والحديد والصّفر والذهب والفضة- خبثا يعلوها إذا أذيبت، مثل زبد الماء.
والجفاء ما رمى به الوادي إلى جنباته. يقال: أجفأت القدر بزبدها: إذا ألقت زبدها عنها.
22- {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} أي يدفعون السيئة بالحسنة، كأنهم إذا سفه عليهم حلموا. فالسّفه سيئة والحلم حسنة. ونحوه {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [سورة فصلت آية: 34]. ويقال: درأ اللّه عنّي شرّك: أي دفعه. فهو يدرؤه درءا.
24- {يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ} أي يقولون: سلام عليكم. فحذف اختصارا.
31- {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى} أراد لكان هذا القرآن. فحذف اختصارا.
{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} أي أفلم يعلم. ويقال: هي لغة للنخع.
وقال الشاعر:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني ** ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم

أي: ألم تعلموا.
{قارِعَةٌ} داهية تقرع أو مصيبة تنزل. وأراد أن ذاك لا يزال يصيبهم من سرايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
32- {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي أمهلتهم وأطلت لهم.
33- {أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ}. هو اللّه القائم على كل نفس بما كسبت يأخذها بما جنت ويثيبها بما أحسنت. وقد بينت معنى القيام في مثل هذا في كتاب المشكل.
38- {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ} أي وقت قد كتب.
39- {يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ} أي ينسخ من القرآن ما يشاء {وَيُثْبِتُ} أي يدعه ثابتا فلا ينسخه، وهو المحكم {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ} أي جملته وأصله.
وفي رواية أبي صالح: أنه يمحو من كتب الحفظة ما تلكم به الإنسان مما ليس له ولا عليه، ويثبت ما عليه وما له.
41- {نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها} أي بموت العلماء والعبّاد ويقال: بالفتوح على المسلمين. كأنه ينقص المشركين مما في أيديهم. {لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} أي لا يتعقبه أحد بتغيير ولا نقص. اهـ.

.قال الغزنوي:

ومن سورة الرعد:
2: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها}: أي: بعمد لا ترونها. بل معناه: بغير عمد وترونها كذلك.
و{العمد} جمع عمود وعمدته: أقمته. {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ}: استولى بالاقتدار ونفوذ السلطان. {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى}: في أدوارها وأكوارها.
3: {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}: نوعين اثنين من الحلو والحامض، والرّطب واليابس، والنافع والضار ولهذا لم يقع الاكتفاء ب الزوجين عن الاثنين.
4: {صِنْوانٌ}: مجتمعة متشاكلة. قيل: هي النخلات، أصلها واحد، وركيّتان صنوان إذا تقاربتا ولم يكن بينهما حوض.
و{المثلات}: العقوبات يمثّل بها، واحدها مثله صدقة وصدقات.
8: {وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ}: تنقص من مدة الولادة، {وَما تَزْدادُ} عليها.
أو ما تغيض من استواء الخلق، وما تزداد من الحسن والجثّة.
{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدار}: أي: كل ما يفعله- تعالى- على مقدار الحكمة والحاجة بلا زيادة ولا نقصان.
10: {مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ}: مخف عمله في ظلمة اللّيل.
{وَسارِبٌ}: ذاهب سارح. وقيل: هو الداخل في سربه، أي: مذهبه. مستتر فيها.
11: {لَهُ مُعَقِّباتٌ}: الملائكة، يتعاقبون بأمر اللّه في العالم، يأتي بعضهم في عقب بعض.
عقّب وعاقب وتعقّب وتعاقب. وفي الحديث: «كان عمر يعقّب الجيوش كل عام»، أي: يردّ قوما ويبعث آخرين.
{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}: بما أمرهم اللّه به، تقول: جئتك من دعائك، أي: بدعائك.
13: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ}: يدعو إلى تسبيح اللّه بما فيه من الآيات.
{وَالْمَلائِكَةُ}: الملك على مفهوم دين نبينا- صلوات اللّه عليه- جسم رقيق هوائيّ حيّ على الصورة المخصوصة ذات الأجنحة، اصطفاه اللّه تعالى لرسالته وعظّمه على غيره.
والرّعد: اصطكاك أجرام السحاب بقدرة اللّه.
والصّاعقة: نار لطيفة تسقط من السماء بحال هائلة.
{شَدِيدُ الْمِحالِ}: عظيم الحول والقوة، أو المكر وهو العقوبة على وجه الاستدراج.
14: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ}: أي: للّه دعوة الحقّ من خلقه، وهي شهادة أن لا إله إلّا اللّه على إخلاص التوحيد.
وقال الحسن: اللّه الحق فمن دعاه دعا بحق.
15 {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}: أي: السجود واجب اللّه، فالمؤمن يفعله طوعا والكافر يؤخذ به كرها.
أو الكافر في حكم الساجد وإن أباه، لما فيه من الحاجة الداعية إلى الخضوع. وأما سجود الظل فيما فيه من التغيّر الدّال على مغيّر غير متغيّر.
{وَالْآصالِ}: جمع أصل، وأصل جمع أصيل وهو ما بين العصر إلى المغرب.
17: {أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ} يعني القرآن فإنه في عموم نفعه كالمطر.
29: {طُوبى لَهُمْ}: نعمى، أو حسنى فعلى من الطيّب، تأنيث الأطيب.
31: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ}: حين سألت قريش هذه المعاني، وحذف جوابها ليكون أبلغ عبارة وأعمّ فائدة.
{أَفَلَمْ يَيْأَسِ}: لم يعلم ولم يتبين، سمّي العلم يأسا لأنّ العالم يعلم ما لا يعلم غيره فييأس منه، أو هو اليأس المعروف، أي: لم ينقطع طمعهم من خلاف هذا علما بصحته، أو أفلم ييأسوا من إيمانهم في الكافرين.
33 {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ}: أي: صفوهم بما فيهم ليعلموا أنها لا تكون آلهة.
{أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ}: أي: ب الشريك، أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ: باطل زايل. وقد تضمنت الآية إلزاما تقسيميا، أي: أتنبئون اللّه بباطن لا يعلمه أم بظاهر يعلمه؟ فإن قالوا: بباطن لا يعلمه أحالوا، وإن قالوا: بظاهر يعلمه قل: سمّوهم ليعلموا أنّه لا سميّ له ولا شريك.
35 {مَثَلُ الْجَنَّةِ}: صفتها، كقوله: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى}: أي: صفته العليا، أو: مثل الجنّة أعلى مثل فحذف الخبر.
36: {وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ}: يعني أصحاب محمد.
{وَمِنَ الْأَحْزابِ}: اليهود والنصارى والمجوس.
39: {يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ}: من الأعمال التي يرفعها الحفظة، فلا يثبت إلا ما له ثواب أو عليه عقاب.
وعن ابن عباس رضي اللّه عنه: إنّ اللّه يمحو ويثبت مما كتب من أمر العباد إلا أصل السعادة والشقاوة فإنه في أمّ الكتاب. وإثبات ذلك ليعتبر المتفكر فيه بأن ما يحدث على كثرته قد أحصاه اللّه.
41: {نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها}: بالفتوح على المسلمين من أرض الكافرين.
وقيل: بموت العلماء وخيار أهلها.
{لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}: لا رادّ لقضائه.
42: {فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا}: أي: جزاء المكر.
43: {كَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا}: دخول الباء لتحقيق الإضافة من جهة الإضافة وجهة حرف الإضافة.
{وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}: مثل عبد اللّه بن سلام، وتميم الداري، وسلمان الفارسي. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة الرّعد:
عدد 10- 96 و13
نزلت بالمدينة بعد سورة القتال سورة محمد عليه السّلام.
وهي ثلاث وأربعون آية وثمانمائة وخمس وخمسون كلمة، وثلاثة آلاف وخمسمائة وستة أحرف.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى: {المر} تقدم ما فيه أول الأعراف وأول يونس وفيها ما يشيران إلى ما انطوت عليه هذه الأحرف المقطعة ومرجع علم ما فيها إلى اللّه تعالى، قال عطاء معناه أنا الملك الرّحمن {تِلْكَ} الآيات المارة من أول ما نزل إلى هنا، وآيات هذه السّورة وما بعدها هي {آياتُ الْكِتابِ} العظيم الكامل المنسوخ عن اللّوح المحفوظ عند اللّه {وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} يا سيد الرّسل من القرآن هو {الْحَقُّ} الذي لا مرية فيه {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ 1} بأنه الحق من عند اللّه ويقولون تقوله محمد.
ويلهم أتى لمحمد أن يأتي بمثله وهو يعلم أن الذي أنزله عليه هو {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها} أنتم أيها النّاس بأنها مرفوعة بلا عمد من تحتها وليس لها كلاليب من فوقها تمسكها، ويجوز أن يكون لها عمد غير مرئية لأن أحدا لم يرها.